المحضر القضائي وتحدي العصرنة

          الأستاذ محمد رضا دحمري

رئيس الغرفة الوطنية للمحضرين القضائيين

 

 

لم يعد خافيا على أحد ما يعيشه العالم من تطور و رقمنة في جميع المجالات حتى تجاوزنا مقولة ان العالم اصبح قرية صغيرة الى ان اصبح على شاشة هواتفنا المحمولة ، نتواصل من خلالها ونتبادل المعلومة ونبيع ونشتري،  في تطور متسارع لا يرحم المتأخر عن ركب العصرنة .

ولأن مهنة المحضر القضائي في تطور مستمر داخليا و دوليا وعلى تماس كبير مع مجالات الحياة العديدة ، تمارس عملا جواريا تواصليا ، يقدم المحضر القضائي من خلالها خدماته الجليلة سواء ما تعلق منها بقطاع العدالة أو ما يخص مناحي الحياة الأخرى ، فقد كان لزاما علينا أن ننخرط في هذا المسعى ، حتى ترتقي مهنتنا لمصاف المهن العصرية .

لقد سعت الغرفة الوطنية بمعية الغرف الجهوية للمحضرين القضائيين الى وضع أولى الخطوات لعصرنة المهنة والاستفادة من إيجابيات ذلك على عمل المحضر القضائي وتواصله مع غرفه وزملاءه المحضرين وكذا تواصله مع الجمهور بالطرق الحديثة العصرية، فقررت المضي في مساعيها لعصرنة المهنة على مستوى النصوص والممارسة، ففي النصوص تتماشى الغرفة الوطنية مع مساعي رئيس الجمهورية الداعي الى عصرنة مختلف قطاعات الدولة والنصوص القانونية التي تسيرها، وما يتبعها من عصرنة في الممارسة باستحداث المواقع والتطبيقات اللازمة لذلك ، وكذا المرافقة والدعم الدائمين للسيد وزير العدل حافظ الاختام حتى تتطور المهنة وتزدهر .

لقد قررت الغرفة الوطنية للمحضرين القضائيين إطلاق موقعها الإلكتروني و مواقع الغرف الجهوية وكذا تطبيق المنصة الالكترونية للغرفة الوطنية وتطبيق مزاد المتوفرين على متجر قوقل بلاي الذي يهتم بالبيوع بالمزاد العلني للعقارات والمنقولات سعيا لتطوير المهنة وتواصل منتسبيها بالطرق الحديثة .

إن احتضان هذه المواقع والتطبيقات وتطويرها سيشكل نقلة نوعية في مسيرة مهنة المحضر القضائي كما سبقتنا اليه بعض التجارب الدولية، ويعزز مكانتها كمهنة جوارية عصرية تستحق الاهتمام والرقي .

إن إطلاق هذه الخدمات الإلكترونية ستستفيد  منه المهنة ومنتسبوها والجمهور من خلال  دعمها واثراءها بكل ما يجب وذلك حتى تعود بالفائدة على المهنة والبلاد والعباد بصفة عامة، وهو ما ننتظره من أسرة المحضرين القضائيين  وكافة المهتمين في هذا المجال .